تشهد المملكة العربية السعودية العديد من مراحل تطور الاقتصاد السعودي عبر التاريخ، حيث كان الاقتصاد السعودي يعتمد اعتمادًا كليًا في اقتصاده وإنتاجه المحلي على الإنتاج النفطي، ولكنه سعى إلى تنويع مصادر إنتاجه المحلي وإلى ظهور قطاعات اقتصادية جديدة تساهم في الاقتصاد السعودي، وذلك من خلال وضع رؤية المملكة لعام 2030، والذي منذ إطلاقها شهدت المملكة تحولًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا، حيث وضعت الحكومة السعودية في إطار تلك الرؤية العديد من الخطط الاقتصادية، مثل الاهتمام بالاستثمار الأجنبي وغيره من الأنشطة الاقتصادية الأخرى غير النفطية، وسوف نتعرف في مقالنا هذا عن مراحل تطور الاقتصاد السعودي بالتفصيل، تابع معنا ذلك. 

مراحل تطور الاقتصاد السعودي

مرت المملكة العربية السعودية بالعديد من مراحل التطور، وذلك بدءًا من عام 1970 الذي يمثل بداية التطور الحديث للاقتصاد السعودي، حيث في ذلك العام تم إطلاق خطط التنمية الخمسية، إذا تضاعفت أسعار النفط أربع أمثالها، مما أدى إلى زيادة الإيرادات النفطية، وبالتالي اعتمد الاقتصاد السعودي في تلك الفترة على تلك الزيادة، مما ساهم في سرعة وتيرة النمو الاقتصادي في المملكة وذلك خلال فترة 1970 :1981م.

بعد فترة الازدهار السابقة التي مر بها الاقتصاد السعودي فإنه شهد بعض الركود وذلك نتيجة بطء معدل الإنتاج السنوي من النفط، بالتزامن مع تراجع أسعار النفط، مما أدى إلى انخفاض الإيرادات النفطية، وانتعش الاقتصاد السعودي مرة أخرى من جديد وذلك في أول عام 2003، حيث وصل متوسط النمو السنوي للإنتاج المحلي الحقيقي إلى 5%، وبذلك تم تحقيق فوائض مالية عالية في تلك الفترة.

شهدت المملكة في نهاية عام 2014 تدهورًا مستمرًا في أسعار النفط، وتم الازدهار مرة أخرى عندما أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رؤية المملكة لعام 2030 وذلك في 25 أبريل عام 2016، وتعتبر رؤية المملكة السعودية لعام 2030 خطة إصلاحية شاملة تهدف إلى تحرير الاقتصاد السعودي من الاعتماد على الصادرات النفطية. 

شهدت المملكة العديد من الإصلاحات الاقتصادية وذلك في عهد الملك عبد العزيز، وتمثلت تلك الإصلاحات في الإصلاح النقدي حيث أمر بتأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي في الوقت الحالي)، وفي توطين البادية، كذلك الربط بين مناطق المملكة المختلفة، وتكثيف أعمال التنقيب عن البترول، مما أدى ذلك إلى تشجيع حركة التجارة الداخلية وتطور الاقتصاد السعودي. 

الاقتصاد السعودي 2024

إن اقتصاد المملكة العربية السعودية يعتبر من أكبر اقتصاديات العالم العربي والشرق الأوسط، كما يعتبر من أكبر عشرين اقتصادًا في العالم، وفي إطار رؤية المملكة بتنويع مصادر اقتصادها وعدم اعتمادها على الإنتاج النفطي فقط والاعتماد على الاستثمار في جميع القطاعات وغيرها من الأنشطة الاقتصادية الأخرى، فإن إجمالي الإنتاج الاقتصادي غير النفطي في المملكة السعودية لعام 2024 وصل إلى 1.7 تريليون ريال سعودي، وهي أعلى نسبة مساهمة للأنشطة الغير نفطية في إجمالي الناتج المحلي.

شهد الاقتصاد السعودي في ذلك العام نمو ملحوظ في مستويات السيولة في الاقتصاد حيث وصلت إلى 2.8 تريليون ريال وذلك وفقًا للنشرة الإحصائية لشهر مارس الصادرة من البنك المركزي السعودي، وأفادت وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودي في تقريرها الاقتصادي بتراجع مستوى البطالة بين المواطنين السعوديين ليصل إلى 7.1%، وهي نسبة جيدة جدًا تبعًا لرؤية المملكة لعام 2030 التي تهدف إلى وصول نسبة البطالة لـ7%. 

الاقتصاد السعودي في المستقبل

تسعى المملكة السعودية إلى زيادة نمو اقتصادها وذلك من خلال وضعها خطة رؤية المملكة لعام 2030، والتي تهدف من خلالها إلى التنويع الاقتصادي وإلى ظهور قطاعات اقتصادية جديدة تساهم في الناتج المحلي للمملكة، وأتت تلك الرؤية ثمارها حيث يقل اعتماد الدولة السعودية بمرور الوقت على الإنتاج النفطي كعامل هام في النمو الاقتصادي السعودي، ويزداد الاعتماد على الأنشطة غير النفطية مثل التعدين والاستثمار والسياحة والطاقة المتجددة والثقافة والترفيه والإعلام والتقنيات الرقمية.

ومن أكثر المجالات التي ساهمت في ذلك التحول الاقتصادي وتعميقه وفي مراحل تطور الاقتصاد السعودي هو مجال الاستثمار، حيث يعتبر ذلك المجال أكثر ما تعتمد عليه المملكة في اقتصادها في المستقبل لذلك فإن المملكة تولي له الكثير من الاهتمام من تطور في البنية التحتية ومن تسهيل إجراءات وتشريعات وشروط الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة كذلك الاهتمام بالعقارات وبوسائل النقل والخدمات اللوجستية، مما أدى ذلك إلى زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في جميع القطاعات، وزيادة مشاركة ومساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، وبالتالي فإن قطاع الاستثمار له دورًا كبيرًا في تحقيق المملكة لجميع أهدافها في التنمية الاقتصادية، كذلك في تحقيق اقتصاد سعودي قوي مستقبليًا.

العوامل المؤثرة في الاقتصاد السعودي

يوجد العديد من العوامل المؤثرة على اقتصاد المملكة، والتي لها دور في مراحل تطور الاقتصاد السعودي، وسوف نتعرف فيما يلي عن أهم تلك العوامل: 

• قطاع النفط: تمتلك المملكة السعودية أكبر مصدر للإنتاج النفطي في العالم، وتعتبر ثاني أكبر احتياطي نفطي مؤكد حيث يقدر احتياطها بحوالي 260 مليار برميل أو يمكن القول أنه ربع احتياطي العالم من النفط، كما تعتبر أيضًا خامس أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي، لذلك فإن المملكة تعتبر قوة عظمى في مجال الطاقة، بالتالي فإن ذلك القطاع يعتبر أكبر عامل مؤثر في الاقتصاد السعودي.
• الدين العام السعودي: ساهم انخفاض الدين العام للمملكة في زيادة النمو الاقتصادي، حيث تراجع مستوى الدين العام إلى أدناه في عام 2014، حيث سجلت المملكة في ذلك العام 44.3 مليار ريال سعودي والذي يعتبر دين قليل للغاية مقارنة بديون الدول الأخرى.
• قطاع الاستثمار: يعتبر ذلك القطاع أحد أهم القطاعات غير النفطية التي تولي له الدولة السعودية اهتمامًا شديدًا، ومن مظاهر اهتمام المملكة بذلك القطاع الاهتمام بالبنية التحتية والمشاريع والأنشطة الاقتصادية، وذلك بهدف جعل المملكة بيئة استثمارية جاذبة للاستثمارات الأجنبية، حيث تساهم تلك الاستثمارات في زيادة نمو الاقتصاد، ففي السنوات الأخيرة بلغ معدل النمو السنوي في المملكة إلى 4% وإجمالي الناتج المحلي إلى 782 مليار دولار، وذلك بسبب زيادة رصيد إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 230.79 مليار دولار.
• السياحة: شهد ذلك القطاع في المملكة السعودية تطورًا كبيرًا خلال وقتنا الحالي، حيث زاد معدل إنتاج ذلك القطاع إلى 32% بمبلغ قياسي تم تقديره بـ 444.3 مليار سعودي في إجمالي الناتج المحلي، أي يساهم ذلك قطاع بنسبة 11.5% في الاقتصاد الكلي للمملكة السعودية.
• الضرائب: تطبق المملكة السعودية بعض الضرائب على المواطنين غير السعوديين والزوار، ومن تلك الضرائب التي تفرض (ضريبة الدخل، وضريبة القيمة المضافة، وضريبة السلع الانتقائية، وضريبة التصرفات العقارية).

الأسئلة الشائعة حول مراحل تطور الاقتصاد السعودي

ما هو ترتيب المملكة السعودية في الاقتصاد العالمي؟

تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا اقتصاديًا واسعًا في وقتنا الحالي، حيث ترغب المملكة بتعزيز مكانتها في الاقتصاد العالمي، حيث تقدمت بسبعة مراكز في ترتيب الاقتصاد العالمي لتصبح بذلك المركز الـ14 عالميًا لعام 2024 وذلك من خلال جهودها الواسعة والمستمرة في تعزيز الاقتصاد السعودي.

لماذا تحاول المملكة في تنويع اقتصادها؟

ترغب المملكة في تقليل اعتمادها على الإنتاج النفطي فقط كمصدر هام في اقتصادها لذلك تسعى إلى تنويع اقتصادها وتطوير القطاعات الاقتصادية الأخرى خاصة مجال الاستثمار، حيث تبذل الحكومة السعودية إلى جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإلى زيادة تدفقها في المملكة، وذلك لخلق فرص عمل جديدة في جميع القطاعات المختلفة وخفض معدل البطالة حيث ترغب المملكة في وصوله إلى 7% بحلول عام 2030.

ما هي مصادر قوة اقتصاد المملكة العربية السعودية؟

اعتماد المملكة الأول في نمو اقتصادها يكون على الإنتاج النفطي، حيث تمتلك المملكة ثاني أكبر احتياطيات النفط العالمية، حيث لديها مخزونات كبيرة من الغاز الطبيعي وغيرها من مصادر الطاقة.

تمتلك المملكة أكبر شركة نفط في العالم، لذلك فإن المملكة تعتبر قوة عظمى في مجال الطاقة، وفي الوقت الحالي تعتمد المملكة على الاستثمارات الأجنبية المباشرة وذلك في إطار رؤية المملكة لعام 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة وإلى ظهور قطاعات اقتصادية جديدة تساهم بشكل كبير في الاقتصاد السعودي.

وفي الختام فإننا قد تناولنا جميع الاستفسارات والتساؤلات حول مراحل تطور الاقتصاد السعودي، وقد تبين لنا أن اقتصاد المملكة مر بالعديد من مراحل التطور حتى وصل حاليًا إلى اقتصاد قوي ينافس الاقتصاديات العالمية، وذلك بسبب امتلاك المملكة للعديد من الموارد الطبيعية أهمها النفط ومصادر الطاقة المختلفة، كما اهتمت المملكة بجذب الاستثمارات الأجنبية كأحد العوامل التي تساهم في الاقتصاد السعودي وتطوره بجانب الإنتاج النفطي، لذلك فإن الدولة السعودية تبذل العديد من الجهود لتعزيز اقتصادها وتقويته. 

تعرف معنا على مراحل تطور الاقتصاد السعودي، وعلى اقتصاد المملكة في عام 2024، واستكشف العوامل المؤثرة في الاقتصاد السعودي، كذلك اقتصاد المملكة في المستقبل.