يتردد في السنوات القليلة على مسامعنا جملة الاستثمار في الشركات الناشئة التي تعتبر واحد من الفرص المثيرة والتي تكون مجزية إلى كافة المستثمرين، وذلك مع وجود التحديات والصعوبات والمخاطر التي تواجههم، كما تتردد في ثناياها العديد من التقلبات الأخرى مثل رواد الأعمال وريادتها.

تعتمد الشركات الناشئة بشكل رئيسي على أموال المستثمرين، بالإضافة إلى ذلك مدخرات المؤسسين، حيث أن عند الاستثمار بها يلزم من المستثمر دراسة المشروع بطرق ذات فاعلية كبيرة بما يضم تقييم الاستقرار المالي، وكذلك القدرة على التعرف على إمكانية السوق، وتحليله بدون المخاطرة بصور عشوائية تعمل على خسارة الاستثمار.

الاستثمار في الشركات الناشئة

الاستثمار في الشركات الناشئة هو تخصيص رأس المال، وذلك لدعم الشركات الصغيرة التي تكون ذات إمكانية نمو عالية وكبيرة، ومن الممكن أن يكون الاستثمار على شكل شراء الأسهم أو التقديم على القروض، وكذلك المشاركة في تمويل المشاريع.

ينصح الخبراء أنه في بداية الأمر يتطلب أن يقوم المستثمر بالاستثمار في الشركات التي تكون ناشئة تعمل في مجال الذي يتقنه أو في أحد المجالات التي يمتلك بها خبرة كافية ومعرفة، وكذلك الابتعاد عن المجالات التي يفتقر الخبرات والمعارف بها.

لا يلزم أن يبدأ المستثمر باستثمارات ضخمة يمكن في بدأ الأمر الاستثمار بمبلغ بسيط، وذلك حتى لا يقع في مخاطر الاستثمار، وكذلك القدرة على تعلم الكثير حول المجال والقدرة على اكتساب الخبرات.

يرغب الكثير من المستثمرين الاستثمار في الشركات الناشئة، وذلك من أجل جني أرباح وعوائد كثيرة على رأس المال الذي يبدؤون به، وكذلك القدرة على الحد من نسب المخاطر التي قد يتعرضوا لها عن طريق التعدد في الاستثمارات.

الاستثمار في هذه الشركات يمكن أن يوفر القدرات ذات النمو الكبير، حيث أن الاستثمار بها يحقق إمكانية كبيرة للحصول على أرباح وعوائد على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها.

يعتبر أيضا أحد الاستثمارات التي تعتمد على القيمة، حيث أنها تقوم بتوفير فرص استثمارية للراغبين في تشجيع الشركات والمشاريع التي تلائم قيمتهم الشخصية.

توفر فرص استثمار كثيرة عن الشركات، وذلك بسبب حجمها الصغير ، كما أنها تتيح فرص للمستثمرين للقدرة على مشاركة خبراتهم للمساهمة في نمو وتطور الشركة.

هيئة الاستثمار السعودية للاجانب

الهيئة هي الجهة التي تكون مسؤولة عن تسهيل وتنظيم الاستثمارات الأجنبية من داخل المملكة العربية السعودية، حيث أنها تعمل على توفير بيئة مستقطبة للمستثمرين ورجال الأعمال الأجانب، كما أنها تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.

تقوم هيئة الاستثمار باستقطاب رؤوس الأعمال الأجنبية وكذلك تعزيز التنوع في الاقتصاد، وكذلك توفير فرص عمل حديثة، تقوم الهيئة بتنظيم التشريعات والسياسات التي تعمل على تسهيل دخول المستثمرين إلى سوق العمل.

الاستثمار الأجنبي يمثل أحد الركائز الأساسية في تشجيع الاقتصاد السعودي، إذا أنه يساهم في تحفيز الابتكار، وكذلك نقل التكنولوجيا، وارتفاع عجلة الإنتاج في القطاعات المختلفة، كما أنه يؤدي إلى تحسين القدرات التنافسية في الأسواق المحلية؛ مما يؤدي إلى انعكاس إيجابي على جودة كلًا من الخدمات والمنتجات التي تكون مقدمة للمستهلكين.

تتولى المملكة العربية السعودية اهتمام كبير في تطوير بيئة الأعمال حيث نفذت مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي تعمل على تيسير إجراءات الاستثمار، وكذلك الحد من الصعوبات البيروقراطية.

أهداف هيئة الاستثمار الأجنبية

تسعى الهيئة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية والتي تكون من أبرزها:

• تطوير مناخ الاستثمار، وذلك عن طريق إزالة عوائق الإجراءات الإدارية، وكذلك تقديم تيسيرات تشريعية وقانونية.
• استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ذلك التي تساعد في تنويع الاقتصاد المحلي في المملكة العربية السعودية.
• توفير حوافز تنافسية على سبيل المثال الإعفاءات الضريبية، بالإضافة إلى ذلك التملك الكامل للمشاريع في عدة قطاعات.
• تحسين التكنولوجيا والابتكار من خلال استقطاب الاستثمار في الشركات الناشئة والرائدة عالميًا في المجالات المختلفة.

شروط الاستثمار في السعودية للاجانب

تضع الهيئة السعودية للاستثمارات الأجنبية عدة شروط وضوابط يتطلب من المستثمرين الالتزام بها عند الرغبة في تأسيس أعمالهم الاستثمارية في المملكة العربية السعودية، وذلك للقدرة على الاستثمار في الشركات الناشئة، كما أن تشمل الشروط هذه:

متطلبات خاصة بتسجيل الشركات

للقدرة على الاستثمار في المملكة العربية السعودية يتطلب من المستثمرين الأجانب التسجيل في وزارة الاستثمار السعودية، وكذلك الحصول على رخصة استثمار أجنبي، وذلك عن طريق:

• تقديم خطة عمل توضح نوع النشاط وطرق التشغيل.
• توفير إثباتات مالية، والقدرة على تمويل المشروع.
• صورة من السجل التجاري للمستثمر في بلده.
• تحديد مكان الشركة القانوني على سبيل المثال فرع شركة أجنبية أو شركة ذات مسؤولية محدودة.

شروط قانونية للقدرة على ملكية الأجانب للأنشطة التجارية

• تتيح السعودية بالملكية بنسبة 100% للأجانب في مختلف القطاعات، وكذلك بدون الحاجة إلى شريك محلي.
• هناك أنشطة تحتاج إلى شراكة مع مستثمر سعودي على سبيل المثال قطاعات الاتصالات والتجزئة.
• يتطلب من الشركات الأجنبية الالتزام بالقوانين المعمول بها في المملكة العربية السعودية والتي تتمثل في نظام مكافحة التستر التجاري.

قيود الاستثمار في القطاعات المختلفة

على الرغم من الانفتاح الاقتصادي التي تشهده المملكة، تفرض عدة قيود على الاستثمار الأجنبي في عدة قطاعات محددة:

• الخدمات العسكرية والأمنية.
• أنشطة الوساطة العقارية.
• التنقيب عن النفط.
• خدمات التوظيف، وكذلك المؤقت.

الحد الأدنى لرأس المال في عدة أنشطة

الحد الأدنى المطلوب لرأس المال وفقًا لنوع النشاط الاستثماري، والذي يختلف من نشاط إلى الآخر يمكن أن يكون:

• القطاع الصناعي حوالي مليون ريال سعودي.
• الخدمات الاستشارية تصل نحو 500 ألف ريال سعودي.
• الجملة والتجزئة تبلغ نحو 30 مليون ريال سعودي، وذلك يكون مع تخفيضات لكبرى الشركات.

هذه الشروط تعمل على المساهمة في ضمان بيئة استثمارية مستقرة وعادلة بين المستثمرين؛ مما يؤدي إلى تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب الذي يرغبون في دخول السوق السعودي.

مزايا وعيوب الاستثمار في السعودية

المملكة العربية السعودية تتميز بالبيئة الاستثمارية التي تعمل على استقطاب الأجانب، حيث أنها تقوم بتوفير العديد من التسهيلات والحوافز التي تجعلها من الوجهات التي يفضلها العديد من المستثمرين الدوليين.

يعود ذلك إلى موقع المملكة الاستراتيجي، وكذلك الإصلاحات الاقتصادية الحديثة، وأيضا التنوع في القطاعات الاستثمارية المتوفرة.

• موقع المملكة الاستراتيجي الذي يعتبر مركز اقتصادي في الشرق الأوسط

المملكة تتمتع بموقع متميز يقوم بربط القارات الثلاثة؛ مما يجعلها من الأبواب الأساسية للاستثمار والتجارة في المنطقة.

توفر أيضا بنية تحتية متطورة تضم مطارات حديثة، وموانئ حديثة، وكذلك شبكة طرق حديثة تسهيلًا للعمليات اللوجستية.

• الحوافز الاستثمارية التي تقوم بتقديمها

تقدم الهيئة السعودية للاستثمار للأجانب مجموعة من الحوافز، والتي تشمل:

الإعفاءات الضريبية للمشاريع الاستثمارية في القطاعات الاستراتيجية.

القدرة على تملك المستثمرين الأجانب للمشروعات بنسبة كاملة، وذلك دون الحاجة إلى أي شريك محلي.

توفير الدعم المالي والتمويلات من خلال صناديق الحكومة لتشجيع المشاريع الكبرى.

• القدرة على مزاولة الأعمال بكل سهولة

قام المملكة العربية السعودية بتعديلات كثيرة على القوانين التي تكون ذات صلة بالاستثمار لتسهيل دخولهم إلى الأسواق، ومنها:

إنهاء عدة قيود بيروقراطية، وكذلك تسهيل إجراءات التراخيص عن طريق الخدمات الإلكترونية.

تطوير القوانين الاستثمارية والتجارية للحفاظ على حقوق المستثمرين سواء كانوا أجانب أو محليين.

بفضل مزايا الاستثمار في الشركات الناشئة والمملكة العربية السعودية أصبحت ذات بيئة استثمارية ذات قدرة تنافسية كبيرة، وكذلك مستقطبة للمستثمرين الأجانب من كافة أنحاء العالم.

تعتبر العيوب والمشاكل جزء لا يتجزأ من التطورات التي تحدث في كل دولة، فإن المملكة العربية السعودية مثال هام على هذا فإن الأزمات والعيوب هي الدافع إلى نجاح مختلف القطاعات الاستثمارية، وذلك كان سبب دفعها لتنفيذ الخطة الاستراتيجية الطموحة لرؤية 2030.

بالرغم من المميزات الفريدة التي تمنحها المملكة العربية السعودية، والتي تعمل على توفيرها للمستثمرين سواء كانوا أجانب أو محليين، إلا أن هناك عدة عيوب بداخلها التي من الممكن أن تتفاوت وفقا لنوع النشاط الاستثماري، والتي تتمثل في:

• عيوب خاصة بالأنظمة القانونية والتشريعات.
• معوقات ذات صلة بالجوانب التنظيمية والإجرائية.
• عيوب تتعلق بالتكاليف الاستثمارية.
• معوقات خاصة بالأنظمة المعلوماتية.

الأسئلة الشائعة حول الاستثمار في الشركات الناشئة

دور الاستثمار الأجنبي في تحقيق نمو الاقتصاد؟

الاستثمار الأجنبي في المملكة العربية السعودية يلعب دور فعال ومحوري في تحقيق نمو اقتصادي في الدولة، ومن ثم المستدامة، وذلك حيث أننا نجد زيادة أولية في الاستثمار يؤدي إلى ارتفاع نسب دخل الأفراد، ومن ثم توفير فرص استثمارية.

هل الاستثمار في الشركات الناشئة فكرة جيدة؟

إن الاستثمار في الشركات الناشئة فكرة تحفها المخاطر من مختلف الجوانب، وذلك بسبب أن معظم الشركات والأفكار والمنتجات الجديدة لا تنجح بسهولة؛ لذا فإن خطر الخسارة وارد والشركات الناجحة تحقق عوائد استثمارية كبيرة.

في نهاية المطاف، إن الاستثمار في الشركات الناشئة يمكن أن يتم بوسائل فعالة، وذلك لتحقيق النجاح المالي، بالإضافة إلى ذلك تشجيع الابتكارات عن طريق فهم كافة الأنواع من الاستثمارات المختلفة، والقدرة على تحديد الأهداف المالية المرجوة والتحليل والبحث ، واختيار الشركات التي تلائمك، وكذلك التنوع في المحافظ الاستثمارية.